المراكبى: زيادة التصدير المنفذ الوحيد لتدبير الدولار وشراء الخامات
اشتدت الحرب بين مصنعى الحديد والتجار خلال الأيام الماضية، مع زيادة تفضيل المصانع للتصدير على البيع المحلى ما أدى إلى نقص المعروض محليًا وصعود الأسعار إلى مستويات قياسية.
وطالب تجار مواد البناء وزارة التجارة والصناعة بفرض رسوم على صادرات الحديد لإعادة التوازن مرة أخرى إلى السوق وعودة الأسعار إلى طبيعتها.
فى المقابل، بررت شركات الحديد توجيه أكبر جزء من الإنتاج إلى الأسواق الخارجية، لتوفير سيولة دولارية تمكنهم من استيراد البليت والصلب لضمان الاستمرار فى التشغيل والإنتاج.
وارتفعت صادرات الحديد والصلب إلى 287 مليون دولار خلال أول شهرين من عام 2023 بنسبة زيادة 38% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حسب تقرير المجلس التصديرى لمواد البناء.
«العشرى ستيل»: مصانع الدورة المتكاملة رفعت صادراتها إلى 70%
وقال حسن المراكبى، رئيس مجلس إدارة مجموعة المراكبى للصلب ، إن التوجه نحو التصدير يعد المنفذ الوحيد أمام المصانع لتدبير العملة الصعبة بغرض شراء الخامات.
أضاف لـ “البورصة” أن شركة المراكبى رفعت نسبة التصدير من 30 إلى 50% مع بداية العام الجارى، وجاءت الزيادة على حساب الكمية التى تباع محليًا.
أوضح أن سرعة تدبير الدولار للمصانع سيساهم في حل الأزمة؛ نظراً لأنه يدفع شركات الحديد والصلب نحو زيادة انتاجها ما يساهم فى حدوث استقرار لخامات الحديد أو انخفاضها خلال الفترة القادمة.
أشار إلى أن التحديات التى طرأت على السوق أدت إلى خفض الطاقات الإنتاجية لجميع مصانع القطاع بنسب تراوحت بين 30 و35%، لذلك فإن سرعة وفرة الخامات للمصانع سيؤدى إلى إعادة التوازن مرة أخرى إلى السوق.
قال محمد أشرف، مدير المبيعات بشركة العشرى ستيل، إن مصانع الدورة المتكاملة تجاوزت معدلات تصديرها 70% من الإنتاج حاليًا، بينما مصانع الدرفلة تراوحت صادراتها منذ بداية العام بين 20 و30%، وهذا أثر على حجم المعروض من الحديد والصلب محليًا.
أضاف لـ “البورصة”، أن المصانع ليس أمامها خيار خلال الفترة الحالية سوى البحث عن أسواق تصديرية جديدة لتسويق منتجاتها لتوفير عملة دولارية تلبى احتياجاتها فقط وليس تحقيق أرباح.
أشار إلى أن أسعار الحديد تشهد ارتفاعات بشكل شهرى، وتجاوز السعر فى بعض المحافظات 40 ألف جنيه للطن.
مواد البناء: تطالب الصناعة بفرض رسم صادر على حديد التسليح لإعادة التوازن للسوق
قال أحمد الزينى رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، إن غياب المعروض من حديد التسليح بالأسواق خلال الشهور الماضية أربك حركة السوق وأدى إلى ظهور أكثر من سعر ودفع البعض إلى احتكار الكميات المتاحة.
أضاف لـ “البورصة”، أن تجار مواد البناء يشجعون المصانع على زيادة الكميات المصدرة لإدخال عملة صعبة لمصر، لكن لا ينبغى أن يكون على حساب السوق المحلى ووفرة المعرض.
ودعا الزينى الشركات المنتجة إلى رفع الطاقة الإنتاجية لتلبية احتياجات الأسواق التصديرية مع زيادة الكميات التى تطرح فى السوق المحلى أيضًا.
الزيني: غياب المعروض أربك السوق وخلق أكثر من سعر للسلعة
قال محمود مخيمر، رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالأسكندرية، إن أسعار الحديد المتداولة فى الأسواق ناتجة عن نقص المعروض لدى التجار، وتوجيه النسبة الأكبر من الطاقات الانتاجية إلى الأسواق الخارجية.
أضاف مخيمر لـ”البورصة”، أنه رغم الفجوة بين سعر الحديد محليًا وعالميًا ونقص المعروض بالأسواق، إلا أن 90% من إنتاج المصانع يسوق لصالح المشروعات القومية والباقى يطرح للأهالى.
وطالب، وزارة التجارة والصناعة بفرض رسم صادر على الحديد، حتى تتجه المصانع لتوجيه الكميات التى يحتاجها السوق المحلية وتنخفض الأسعار خلال الفترة المقبلة.
أوضح أن سعر طن حديد تسليح عز تجاوز 32 ألف جنيه أرض المصنع، ويصل إلى المستهلك بسعر يتراوح بين 38 و40 ألف جنيه والزيادة الكبيرة فى الأسعار ترجع إلى نقص المعروض.
وقررت شركة حديد عز تثبيت أسعار تسليماتها من الحديد خلال شهر مايو الجارى، عند نفس مستويات أبريل وهى 32.135 ألف جنيه للطن تسليم أرض المصانع.
فى السياق ذاته، أرجع وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، زيادة صادرات الحديد خلال أول شهرين من العام الجارى إلى زيادة الطلب عليه بالأسواق التصديرية الجديدة وأبرزها السودان وليبيا.
أضاف لـ “البورصة” أن المجلس يستهدف فتح أسواق تصديرية أمام مصانع الحديد فى دول غرب أفريقيا خلال الفترة القادمة مثل نيجريا وغانا بسبب حركة الإعمار الكبيرة.
أشار جمال الدين إلى أن المجلس التصديرى لمواد البناء سيعترض على مطالب التجار بفرض رسم صادر على حديد التسليح لأن القرار سينعكس سلبيًا على حجم الصادرات.
أوضح أن أسعار الحديد منخفضة مقارنة بأسعار الدول الأخرى ما أدى إلى نفاذه إلى أسواق تصديرية جديدة، وبعض الدول التى تنافس مصر مثل السعودية تدعم حكوماتها أسعار الغاز والطاقة وتسهل دخول الخامات إلى البلاد.
كتب ـ عبده سعد ومحمد يونس وأمنية عاصم