أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، أن الثروة البشرية تعد أكبر وأعظم كنز لدى كل أمة لذا وجب علينا جميعًا إعطاؤها الأولوية والاهتمام والرعاية الكاملة لنخرج إلى المجتمع إنسانًا فاعلاً قادرًا على العطاء لوطنه.. مشددا على أن الاهتمام بالتعليم وتطويره يدعم استراتيجية التحول الرقمي التي تنتهجها الدولة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف لتقديم خدمات أكثر سهولة ويسر على المواطنين في ظل التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل حول العالم.
جاء ذلك في كلمة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم خلال فعاليات افتتاح مؤتمر “التعليم بين التحول الرقمي والأنسنة”، الذي تنظمه شركة التعليم المتوازن بالشراكة والتعاون مع جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) ومايكروسوفت مصر، والجامعة البريطانية في مصر.
وأعرب حجازي عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر السنوي للعام الثاني، والذي يناقش قضية في غاية الأهمية لاسيما بعد تلك اللحظة الفارقة التي مر بها مجتمع التعليم على مستوى العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا، موضحا أن تطوير التعليم في مصر يمر بمراحل متعددة في إطار عملية التطوير المستمرة، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على دمج التكنولوجيا في التعليم، فضلا عن إدخال المفاهيم التي تعزز قدرات الطالب على إنتاج المعلومات، بجانب تعزيز المهارات الحياتية والقيم الداعمة والإبداع.
وقال الوزير إنه في هذا الإطار تسعى الوزارة نحو تعزيز التحول الرقمي في مجال التعليم والعمل على اكتشاف الموهوبين والمتفوقين وإكسابهم المهارات التي تحقق التنمية الذاتية لهم مع رعايتهم تعليميا وثقافيا واجتماعيا حتى يتمكنوا من تطوير مواهبهم والوصول إلى أعلى مراتب التفوق والإبداع.
وأضاف أن عملية إدخال التكنولوجيا خطوة من خطوات التطوير والتي لن تغني في نفس الوقت عن دور المعلم ولكن يتم دمجها فى البرامج التعليمية، من أجل الوصول إلى التعلم المنتج للمعرفة وذلك في ضوء مراحل التطوير في النظام الجديد والتي تواكب الاتجاهات الحديثة، موضحا أن الجيل الجديد الحالي هو جيل رقمي ولابد أن يتم استثمار هذه الميزة في الجيل الحالي بالتوازي مع ضرورة الاهتمام بأنسنة التعليم.
وشدد على أنه لا تطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلمين لأن المعلم هو القوة وأحد المحاور الأساسية في العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على إكسابهم المهارات الجديدة باستمرار.
وأشار حجازي إلى أن مصر من الدول القليلة التي استكملت العملية التعليمية أثناء جائحة كورونا نتيجة لإدخال التكنولوجيا في التعليم، مشيرا إلى أنه من المحنة تخرج المنحة حيث سرعت تداعيات كورونا خطوات دمج التكنولوجيا في التعليم، لافتًا إلى أن هناك 2500 مدرسة مزودة بالبنية التكنولوجية المتكاملة، فضلا عن امتلاك جميع طلاب مدارس التعليم الثانوى أجهزة التابلت.
وتابع أن الجميع شاهد تأثير جائحة كورونا والذي طال أوجه الحياة في مختلف دول العالم بما فيها التعليم، حيث أغلقت أكثر من 75 دولة أبواب مدارسها أمام 400 مليون متعلم تقريبًا، ومن هنا لجأت بعض المؤسسات التعليمية للتعليم البديل عبر الإنترنت، أو كما يسمى “التعليم عن بعد”، وكان التحدي الأكبر هو الانتقال السريع نحو التعليم عبر الإنترنت؛ لذا يجب أن تتغير طريقة التعليم، ومفردات التعلم ونواتجها يجب أن تختلف.
وأكد الوزير أن يقينه الكامل بقدرات المعلم المصري سيظل يقينًا ثابتًا لأنه جوهر وأساس أي تطور للعملية التعليمية، وستظل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني حريصة كل الحرص على تطوير مهارات المعلم المصري لأنه مفتاح نجاح أي عملية تعليمية.
واختتم الوزير كلمته بطرح عدد من التساؤلات التي يجب وضعها في الاعتبار خلال ورش العمل المتعلقة بالمؤتمر والتي تتضمن ما هي نواتج التعلم اللازمة للتعليم في المستقبل في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وما يترتب عليه من شكل المناهج وطبيعتها والموضوعات التي تتناولها وكيفية تقديمها، وما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلمون لتحقيق ذلك (في ضوء الطفرة التي تحدث الآن في شكل الإدارة المدرسية وفي نظام متابعة المدارس)، وما هو شكل المبنى المدرسي في ظل التحول الرقمي (هل هو مبنى ثابت أم متغير أم متعدد الأدوار) وما هي المتطلبات اللازمة في ظل الرقمنة، وما هو شكل اليوم الدراسي وفي النهاية ما هو شكل تقييم الطلاب (بناء على الجدارات والمهارات الشخصية).
ووجه الوزير الشكر لكافة القائمين على تنظيم المؤتمر، مؤكدًا أن الوطن يستحق منا بذل المزيد من الجهد، ومتمنيًا أن تؤتي جميع المناقشات ثمارها في الوصول لتوصيات تدعم تطوير العملية التعليمية في مصر.
وقد شهد الدكتور رضا حجازي، خلال المؤتمر، توقيع عدة بروتوكولات تعاون بين كل من شركة “التعليم المتوازن” وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، وكذا بين شركة “التعليم المتوازن” ومؤسسة السويدي، وأيضًا بين مؤسسة “التعليم أولًا” وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، فضلًا عن توقيع بروتوكول بين مؤسسة “التعليم أولًا” ومؤسسة “فاهم”.
حضر الاحتفالية نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المصرية السابقة رئيس مجلس أمناء مؤسسة “فاهم” للدعم النفسي، الدكتور حسام بدراوي رئيس اللجنة الاستشارية لمؤسسة “التعليم أولًا”، الدكتورة سلمى البكري رئيس مجلس إدارة شركة “التعليم المتوازن”، الدكتور أسامة عبيدات الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، والدكتور دانيال جويرا ممثل جامعة فلوريدا اتلانتك، الدكتور عمرو المصري رئيس قطاع التعليم بشركة مايكروسوفت مصر، إليزابيث وايت مدير المجلس الثقافي البريطاني بمصر، الدكتور جاي دالي نائب رئيس الجامعة البريطانية في مصر، الدكتورة مونيكا بايرن مدير تنفيذى (UCEA)، محمود الديب المدير التنفيذي لـ(Innovera) ، ونخبة من أساتذة الجامعات الأمريكية، وممثلي مجلس الجامعة لإدارة التربية والتعليم (UCEA)، ولفيف من القيادات بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومديري المدارس والمعلمين من المدارس المصرية الدولية الخاصة والحكومية، وخبراء في مختلف مجالات التعليم.
جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف لخلق مساحة يلتقي فيها المشاركون من كافة أنحاء العالم للمشاركة في حوار حول التوازن بين استخدام التكنولوجيا والحاجة إلى التفاعل الاجتماعي الشخصي في تربية الأطفال وتعليمهم، وذلك من خلال جلسات المؤتمر وورش العمل به.
أ ش أ