قرر محافظ البنك المركزى، تعيين تامر وحيد، فى منصب العضو المنتدب للبنك العربى الأفريقى الدولى، بعد تعيينه فى أواخر نوفمبر الماضى، كعضو غير تنفيذى بمجلس الإدارة.
يأتى تولى وحيد للمسئولية فى وقت حرج يستعد فيها سادس أكبر البنوك المصرية للطرح غالبًا عبر البيع لمستثمر استراتيجى، وتخارج البنك المركزى من الحصة البالغة 49.37%.
ويتمتع البنك بحجم أصول يضعه فى المركز السادس على قائمة أكبر البنوك المصرية بعد بنوك الأهلى المصرى ومصر والتجارى الدولى وقطر الوطنى الأهلى والقاهرة.
ويعد “العربى الأفريقى الدولى” أكبر استثمارات البنك المركزى فى القطاع المصرفى، وهى الاستثمارات التى كان من المفترض التخارج منها ضمن المرحلة الثانية من برنامج إصلاح القطاع المصرفى والتى بدأت عام 2009، لإزالة تضارب المصالح بين الدور الرقابى والاستثمارى للبنك المركزى.
وبحسب القوائم المالية للبنك فى الربع الثالث من 2022، فقد بلغت الأصول 14.2 مليار دولار متراجعة من 15.34 مليار دولار فى ديسمبر 2021، ويرجع ذلك فى الأساس إلى التغيرات التى شهدها سعر الصرف خلال العام الماضى، وكان نمو الأصول أقل من انخفاض قيمة الجنيه.

ووفق حسابات “البورصة” لسعر الصرف عند 19.62 جنيه فى آخر يوم عمل فى الربع الثالث من 2022، فإن أصول البنك ارتفعت إلى 279.3 مليار جنيه مقابل 240.9 مليار جنيه فى ديسمبر 2021.
وعانى البنك خلال السنوات الماضية، من انخفاض واضح فى الأرباح، وارتفاع ملحوظ فى معدلات التعثر، لكن الأرباح بدأت فى الارتفاع خلال أول 9 أشهر من العام الماضى، إذ قاربت 149.2 مليون دولار، تعادل نحو 2.93 مليار جنيه، مقابل 108.6 مليون دولار، تعادل 2.13 مليار جنيه، ليرتفع نصيب السهم من الأرباح إلى 1.35 دولار مقابل 0.99 دولار.
ورغم ارتفاع العائد على الأصول إلى 1.39% خلال الشهور التسعة الأولى من العام لكنه بعيد عن مستوى 2.39% المُسجل فى 2018، والوضع نفسه للعائد على حقوق الملكية الذى تعافى لمستوى 9.12% لكنه مازال بعيدًا عن ما يزيد عن 14% فى 2018.

ورغم أن البنك العربى الأفريقى كان من أوائل البنوك التى تدخل فى نشاط الاستثمار، ويمتلك شركة قابضة، والتى يمتلك فيها 89.63%، بخلاف العربى الأفريقى للتمويل العقارى التى يملك فيها 95.46%، وشركة العربى الأفريقى للتأجير التمويلى بحصة 99%، وشركة سندة للتمويل متناهى الصغر بحصة 67%، لكن ذلك لم يتم ترجمته لكيان ذو بصمة واضحة وحصة سوقية كبيرة فى الانشطة غير المصرفية.
وخلال السنوات الماضية، خفت نجم العربى الأفريقى فى التحول الرقمى، بعدما كان منافسًا مهما للبنك التجارى الدولى، أكبر بنوك القطاع الخاص فى مصر، حتى أن موقعه الإلكترونى بعد التحديث بات لا يشتمل على الخدمات الأساسية التى تقدمها مواقع البنوك الأخرى، مثل معلومات المنتجات وأسعار العائد.
من هو تامر وحيد؟
يمتلك وحيد خبرة مصرفية تمتد لأكثر من 28 عامًا، تولى خلالها العديد من المناصب بالقطاع المصرفي، حيث بدأ مسيرته بالبنك العربي – مصر في مجال الائتمان وتمويل المشروعات قبل أن ينقل مسيرته المهنية إلى البنك العربي الإفريقي الدولي في العام 2004.
وتمكن أثناء توليه رئاسة قطاع تمويل الشركات في العام 2012 من إعادة هيكله القطاع ووضع أسس واستراتيجية التطوير، بما ساهم في تحقيق استمراريه النمو والتطور، ليتولى بعد ذلك في عام 2018 رئاسة قطاع المخاطر؛ ليقود مرحلة “محورية” في ظل بداية تطبيق القطاع المصرفي المصري للمعايير الدولية لقياس وإدارة المخاطر، بحسب بيان للبنك.
وذكر البنك أن إسهامات تامر وحيد امتدت إلى تعزيز تواجد البنك في مجال الخدمات المالية غير المصرفية، ليتولى عضويه ورئاسة عدد من مجالس إدارات الشركات التابعة كالسمسرة في الأوراق المالية والتمويل العقاري والتأجير التمويلي إلى جانب اللجان الاستراتيجية بالبنك خلال سنوات عمله.
وتولى وحيد رئاسة وعضوية مجالس إدارات شركات تعمل في مجالات متعددة منها الصناعية، والتأمين والاستثمار والتطوير ليتم تعيينه مستشارا لمحافظ البنك المركزي المصري في أغسطس 2022.