تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ببناء “قرن تركيا” مع الأمة، داعيا شعبه إلى الوحدة بعد فوزه في جولة إعادة رئاسية ستمدد فترة ولايته حتى عام 2028.
وخاطب أردوغان مؤيديه الذين تجمعوا خارج المقر الرئاسي في العاصمة أنقرة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين قائلا “يجب أن نتحد في وحدة وتضامن”.
وقال “لم يخسر أحد اليوم، 85 مليون مواطن فازوا جميعا. حان الوقت الآن لنجتمع ونتحد حول أهدافنا الوطنية وأحلامنا الوطنية.. لسنا الفائزين الوحيدين. الفائز هو تركيا، الفائز هو أمتنا بكل شرائحها. ديمقراطيتنا هي الفائز”، متعهدا بأن يكون رئيسا للأمة كلها.
ووعد أردوغان بتخفيف الصعوبات الاقتصادية. وقال إن مداواة “جروح” الزلازل الهائلة التي ضربت جنوب البلاد في السادس من فبراير ستكون أولويته.
وحول معالجة المشاكل الناجمة عن التضخم، أشار إلى أن الأولوية “الأكثر إلحاحا” لحكومته تتمثل في تعويض الخسائر في الرعاية الاجتماعية، منوها في هذه المناسبة إلى تباطؤ التضخم.
وقال “نحن نعمل على التخطيط لاقتصاد يركز على الإدارة المالية والاستثمار والتوظيف. وسنواصل السير على الطريق بثقة واستقرار، ونصمم اقتصادا صناعيا يتمتع بسمعة دولية في الإدارة المالية والاستثمار والتوظيف”.
وأشار أردوغان إلى أن ما يقرب من 600 ألف سوري عادوا إلى بلادهم وأن تركيا اتفقت مع قطر على التعاون في مشروع إسكان جديد في شمال سوريا، بحيث تساعد الحكومة مليون لاجئ سوري إضافي على العودة إلى وطنهم في غضون “سنوات قليلة”.
وكانت قضية اللاجئين موضوعا ساخنا في الحملة الانتخابية للمرشحين بعدما تحول ما يقرب من 4 ملايين لاجئ استضافتهم تركيا إلى قضية مثيرة للجدل سياسيا وسط الصعوبات الاقتصادية للمواطنين الأتراك.
وأعلن رئيس المجلس الأعلى للانتخابات التركي أحمد ينر مساء الأحد فوز الرئيس الحالي أردوغان في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية.
وقال ينر إن أردوغان حصل على 52.14% من الأصوات في جولة الإعادة الرئاسية ضد منافسه كمال كيليجدار أوغلو، الذي حصل على 47.86% من الأصوات.
وفي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 14 مايو، حصل أردوغان على 49.52% من الأصوات بينما حصل كيليجدار أوغلو على 44.88%.
ولم يحصل أي منهما على أكثر من 50% من الأصوات، وهي النسبة اللازمة لإعلانه فائزا في الجولة الأولى، لذلك تم إجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية للمرة الأولى.
وقد أعلن المرشح الذي احتل المركز الثالث في الجولة الأولى، السياسي القومي سنان أوغان الذي حصل على 5.17% من الأصوات، تأييده لأردوغان في جولة الإعادة التي شهدت سباقا بين الشخصين الحاصلين على أكبر قدر من الدعم.
وأصبح أردوغان، الذي يقود البلاد منذ رئاسته لمجلس الوزراء في عام 2003، أول رئيس لتركيا في عام 2018 بعد استفتاء دستوري في عام 2017 أدى إلى تغيير النظام البرلماني التركي إلى نظام رئاسي.
وفي السنوات الأخيرة، تحت قيادة أردوغان، زاد حضور تركيا في الشؤون الإقليمية رغم الخلافات مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين حول بعض القضايا، من بينها الصراع في سوريا والتقارب مع روسيا.
ويأتي فوز أردوغان وسط اضطرابات اقتصادية تمر بها البلاد فضلا عن أزمة غلاء في المعيشة، حيث فقدت الليرة التركية نحو 80% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي خلال خمس سنوات، ووصل معدل التضخم إلى نحو 50%.
ويؤيد أردوغان سياسة اقتصادية غير تقليدية تقوم على خفض أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم.
وتفاقمت هذه المشاكل بعد الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب البلاد في أوائل فبراير، والتي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتركت عشرات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى.
وفي الأسبوعين الماضيين، ركز المرشحان على جذب الأصوات القومية في حملتيهما. وتعهد كلاهما بمعالجة المشاكل المتعلقة بقضايا اللاجئين، وتعهدا بالقضاء على الإرهاب حيث أظهرت نتائج جولة 14 مايو زيادة في الدعم للأحزاب القومية.
كان أردوغان يعد بـ “قرن تركي” جديد إذا أعيد انتخابه، كما شدد على أن رئاسته تعد شرطا للتناغم بين مؤسسات الدولة ولاستقرار البلاد في ضوء حصول تحالفه على الأغلبية في مجلس النواب.