قال إسماعيل دبش، رئيس جمعية الصداقة الجزائرية – الصينية وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الصين ستعطي انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين وتجعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى به في إفريقيا والعالم العربي.
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 17 إلى 21 يوليو الحالي بناء على دعوة من نظيره الصيني شي جين بينج.
وقال دبش، الذي عاد من زيارته إلى الصين قبل بضعة أيام، في مقابلة مع وكالة أنباء “شينخوا”، إن الجزائر والصين تتمتعان بمرجعية سياسية وتاريخية في الدعم المتبادل لقضاياهما المتعلقة بالوحدة الوطنية، ومواجهة التهديدات الغربية والاستعمار، وذلك منذ اللقاء الأول الذي جمع بين الجزائر والصين في عام 1955 في باندونج بإندونيسيا.
وأضاف إن هذه العلاقات السياسية تطورت بين الجزائر والصين وتكللت بتوافق استراتيجي بين الدولتين مع انضمام الجزائر إلى مبادرة الحزام والطريق ورفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014.
جدير بالذكر، أن إسماعيل دبش، وهو أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 أيضا، حصل على جائزة “المساهمات البارزة للصداقة الصينية-العربية” التي منحها الرئيس الصيني شي جين بينج لـ10 شخصيات عربية في القاهرة خلال زيارته إلى مصر في عام 2016.
أشار الخبير الجزائري إلى أن زيارة الرئيس تبون إلى الصين ستعود بنتائج ايجابية وتخدم توجه الجزائر في تنويع علاقاتها الاقتصادية ودعم اقتصادها على أساس التنمية المستدامة.
وتوقع دبش أن تتمخض الزيارة عن توافق بين الرئيس الجزائري والرئيس الصيني في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والثقافية، مثل الزراعة والأمن الغذائي والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية واستغلال الموارد الطبيعية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وأردف “ستعطي الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بما يفضي إلى جعل العلاقة الثنائية نموذجا مثاليا في إفريقيا والعالم العربي”.
وحول مبادرة الحزام والطريق، قال دبش إن المبادرة التي اقترحتها الصين تقوم على المنفعة المتبادلة والشراكات الرابحة واكتساب التجارب، مؤكدا أن الصين تدعم مشاريع البنية التحتية مثل السكة الحديدية والموانئ في الجزائر لتعزيز اقتصاد الدولة في إطار التنمية المستدامة كما تساعد في تعزيز القدرة الانتاجية للدولة وكذا الدول الشريكة في المبادرة.
وأوضح أن الصين تتنبى فلسفة سياسية ناعمة وسلمية تركز على التنمية التي تعتبرها حاجة أساسية وحق إنساني أصيل، مضيفا أن “الصين تعطي أولوية قصوى للإنسان وقد نجحت في القضاء على الفقر. وقد طرحت مبادرة التنمية العالمية لتعميمها على العالم لتجاوز الخلافات والصراعات والحروب القائمة”.
ويوافق هذا العام الذكرى السيتين لقدوم البعثة الطبية الصينية إلي الجزائر، وثمن دبش دور البعثة في دعم وخلق الأمل للشعب الجزائري، قائلا “لقد أصبحت مرجعية كبيرة لتعزيز العلاقات الجزائرية لأن بدايتها كانت إيجابية للغاية، حيث أنها بدأت فى وقت كان فيه الشعب الجزائري في حاجة إلى دعم صحي وطبي بعد الخروج من حرب استعمارية دمرت الإنسان الجزائري والبنية التحتية”.
وبينما أشار إلى دور البعثة في علاج الملايين من الجزائريين، قال إن التعاون بين الجزائر والصين أصبح متكاملا حيث بات الأطباء الصينيون لا يعالجون فقط بل يدربون الجزائريين أيضا. ولهذا أصبح التعاون في هذا المجال نموذجا مثاليا لتعميمه في بقية قطاعات.