محمود: «جهينة» و«بيتى» تخطران المحلات بزيادة سعر العصائر 19%
بزان: مخاوف نفاد المخزون السبب الرئيسى لتحريك الأسعار
برزى: ضغوط الاستيراد تنذر بزيادة جديدة الفترة المقبلة
عامر: «مينا فودز» تقلل حجم المنتج للحفاظ على مبيعات الشركة
40% ارتفاعًا فى أسعار منتجات «إيديتا» على أساس سنوى
«عبور لاند» ترفع أسعارها مرتين لمواجهة الزيادة فى التكاليف
«مرعى»: شركات الأغذية تواجه التضخم عن طريق زيادة أسعار المنتجات
«حمدى»: الشركات تسعى للتصدير لتوفير سيولة دولارية
أخطرت شركات غذائية موزعين وسلاسل تجارية بزيادة أسعارها مع بداية الأسبوع الجارى بقيم تتراوح بين جنيه و50 جنيهًا.
وقالت شركات للصناعات الغذائية لـ”البورصة”، إن المحرك الأول للزيادات الحالية هى مخاوف الشركات من نفاد المخزون فى وقت تكافح فيه للتغلب على أزمة نقص الدولار الحالية لاستيراد احتياجاتها من المواد الخام ومستلزمات التصنيع.
وفى جولة لـ”البورصة” بعدد من المناطق فى محافظة الجيزة، تبين أن الشركات لجأت خلال الفترة الأخيرة إلى تخفيض حجم العبوة المنتجات التى طرحت مع بداية الشهر الجارى لتحريك عملية الشراء بدلا من الحفاظ على حجم العبوة ورفع سعرها.
قال بدر محمود صاحب ماركت النصر، إن شركات العصائر جهينة وبيتى أخطرت المحلات الأسبوع الماضى برفع أسعارها خلال الأسبوع الجارى بقيمة تصل إلى 22 جنيها فى سعر الباكيت ويضم 27 عبوة ليسجل 137 جنيهًا بدلا من 115 جنيها، وتبلغ الزيادة نحو 19%.
أكد محمود خلال الجولة التى أجرتها «البورصة»، أن هذه الزيادة هى الأكبر منذ نهاية يونيو الماضى والتى بلغت حينها 10 جنيهات فى الباكيت، لكنه توقع أن ترتفع سعر العبوة إلى 7 جنيهات بدلا من 6 جنيهات حاليًا.
أشار محمود إلى أن أسعار الألبان المعبأة ارتفعت هى الأخرى مع بداية الأسبوع بقيم تراوحت بين 2 و3 جنيهات فى العبوة واحد لتر بداية من الأسبوع الماضى فى ألبان جهينة، حيث ارتفع باكيت لبن بخيره إلى 370 جنيهًا بدلاً من 327 جنيها لتباع العبوة بـ 35 جنيهًا بدلا من 31 للعبوة.
كما ارتفعت أسعار الأجبان البلدى البراميللى تدريجيًا منذ بداية الشهر الجارى بنسبة 20% لتصل 120 جنيهًا للكيلو بدلاً من 100 جنيه عن نفس الفترة من الشهر الماضى، فى حين سجلت الجبنة البراميللى تلاجة “البطريق وأبو صلاح” 100 جنيه بدلاً من 70 جنيها للكيلو بنمو نحو 43%، بينما شهدت الألبان المعلبة مثل دومتى وعبور لاند استقرارًا فى الأسعار لفترات طويلة.
قال عماد ماهر صاحب محل ألبان العامرى، إن الألبان السائبة ارتفعت هى الأخرى مع بداية الأسبوع الماضى بقيمة 2 جنيه فى الكيلو ليسجل حاليًا 24 جنيها.
قال محمود الحلو، صاحب كشك اللمة، إن شركات العصائر والبسكويت والشيكولاتة والباتية والمولتو بدأت ترتفع أسعارها منذ بداية الشهر بأكثر من 30% فى جميع المنتجات وبالتحديد منتجات شركة إيديتا للصناعات الغذائية.
أضاف أن مندوبى مبيعات الشركات أخطروا بائعى التجزئة الأسبوع الماضى بوجود زيادة فى الأسعار بدءًا من الأسبوع الجارى.
قال رامى الغزالى، مدير علاقات المستثمرين بشركة عبور لاند للصناعات الغذائية، إن الشركة مررت جزءا فقط من الزيادات فى أسعار المواد الخام إلى المنتج النهائى للمستهلك، وتحملت باقى التكاليف ونتج عنه انخفاض نسبة الأرباح مقارنة بالعام الماضى.
أوضح أن الشركة رفعت أسعارها مرتين خلال الفترة الأخيرة لتغطية التكاليف وتجنب خفض الطاقة الإنتاجية لمصانعها.
لفت إلى أن الارتفاعات طالت أيضًا مواد التعبئة منها الأكياس لتتراوح بين 70 و80 جنيها بدلاً من 60 جنيهًا للكيلو.
قال محمود بزان، وكيل غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن صعوبة استيراد خامات التصنيع خلال الشهر الماضى تسبب فى نقص المعروض بالسوق المحلى وصاحب ذلك ارتفاع الأسعار بمعدلات كبيرة.
أضاف بزان لـ “البورصة” أن أسعار المنتجات الغذائية مرشحة للزيادة خلال الشهر المقبل بدعم من نفاد مخزون الخامات مع استمرار صعوبة الاستيراد، خاصة وأن شركات الصناعات الغذائية تستورد مستلزماتها لشهر أو شهرين كحد أقصى حسب الملاءة المالية.
اعتبر وكيل غرفة الصناعات الغذائية أن الزيادات الأخيرة فى أغلب المنتجات ليست عادلة بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع «الشركات تسعر منتجاتها بناء على معادلة حسابية وهى متوسط سعر بيع الخامات القديمة والجديدة أو من خلال الانتهاء من دورة التصنيع وزيادة السعر بما يتماشى مع الزيادة فى الخامات الجديدة».
بزان الذى يرأس شركة هيرو للصناعات الغذائية، قال إن« هيرو” لم ترفع أسعارها منذ بداية الشهر الماضى لاعتمادها على المنتج المحلى فى التصنيع، لكنها تدرس تحريكها خلال الفترة المقبلة.
أشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة تقدر بنحو 80 ألف طن سنوياً من المربى والعسل، تصدر 35% منها لأكثر من 30 دولة أبرزها الأردن وأمريكا واليابان.
قال هانى برزى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إيديتا للصناعات الغذائية، ورئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إن بعض الشركات رفعت أسعار السلع الغذائية بسبب ضغوط الدولار، والبعض الآخر ما زال يدرس خريطة ارتفاع الأسعار المستقبلية، لأن وضع السوق ما زال غير واضح.
بررت منه شمس الدين، رئيس قطاع علاقات المستثمرين وشئون الشركات، الزيادة فى أسعار منتجات «إيديتا» الأخيرة إلى المحافظة على هوامش الربح على منتجاتها، نظرًا لارتفاع أسعار المواد الخام وارتفاع تكلفة استيرادها بالتزامن مع صعود الدولار.
وأشارت شمس الدين إلى أن أسعار منتجات الشركة ارتفعت بنسبة 40% على أساس سنوى، موضحة أن الشركة استحدثت منتجات ذات فئات سعرية جديدة، وإطلاق منتجات ابتكارية أعلى سعرًا وقيمة، لمواكبة التحديات وارتفاع أسعار المواد الخام، بغرض تلبية احتياج الأسواق.
قال وائل عامر، مدير الشئون الإدارية لشركة مينا فودز للصناعات الغذائية، إن الشركة متخصصة فى صناعة البسكويت والحلويات، والزيادات الأخيرة فى أسعار السكر أجبرتها على رفع أسعارها بشكل تدريجى حتى وصل إجمالى الزيادة حاليًا إلى 40%.
«الشركة بدأت فى البحث عن بدائل لتجنب رفع الأسعار للحفاظ على المبيعات.. أبرزها تقليل حجم المنتجات وتخفيض هامش الربح».
قال أمير رفلة، رئيس مجلس إدارة شركة لافيتا فودز، إن الشركة رفعت أسعار المنتجات التى تعتمد على الدقيق فى عملية التصنيع 15%، والتى تعتمد على السكر نحو 20%، وفى حال حدوث أى زيادات جديدة فيهما خلال الفترة المقبلة ستضطر إلى تمريرها إلى السعر النهائى للمنتج.
أوضح هشام حمدى، محلل استهلاكى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، أن شركات الأغذية تحاول بشتى الطرق لزيادة نسبة التصدير لديها لحل مشكلة توفير السيولة الدولارية، لأن هناك دائمًا خامات مستوردة تحتاج إلى شرائها بالعملة الأجنبية.
أشار إلى أن الشركات تواجه التضخم عن طريق زيادة أسعار المنتجات الاستهلاكية، نتيجة ارتفاع سعر الدولار المستخدم فى استيراد الخام من الخارج بالإضافة إلى رسوم أرضيات، موضحًأ أن ذلك الارتفاع ظهر فى نتائج أعمال الربع الثانى من العام الحالى.
وأضاف، أن الشركات تقوم بتمرير الأسعار على فترات متباعدة قليلًا، للحفاظ على القوة الشرائية للمستهلك، وتابع أن هناك ارتفاعات فى أسعار المنتجات النهائية ناتج عن زيادة تكاليف الإنتاج.
وقال مدير علاقات المستثمرين بشركة عبور لاند للصناعات الغذائية، إن الشركة لديها خطة لزيادة صادرات الشركة، والتى ستظهر نتيجتها بنهاية العام الحالى، لحل أزمة نقص العملة الأجنبية التى تحتاجها لاستيراد المواد الخام اللازمة لعملية الانتاج مستشهدًا بنسبة الخامات المستوردة فى الأجبان والتى تبلغ نحو 65%.
ولفت إلى أن الشركة لا تعتمد على القروض طويلة الأجل، وبالفعل لديها قرض واحد طويل الأجل والذى مول شراء مزرعة الشركة لكن دفعاته توشك على الانتهاء، حيث تعتزم الشركة افتتاح مزرعة «عبور فارم» مطلع العام المقبل.
قالت إيمان مرعى، محلل قطاع الموارد الأساسية بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن شركات الأغذية تواجه التضخم عن طريق زيادة أسعار المنتجات، وأن زيادة الأسعار يتم تمريرها تدريجيًا للحفاظ على حصتها السوقية.
أشارت إلى أنه من الممكن أن تتبنى بعض الشركات حلولاً مثل شراء الألبان الطازجة من المزارع المحلية بدلاً من استيراد اللبن الخام، لافتة إلى أن ارتفاع أسعار المنتجات النهائية ساهم فى تحسين هوامش ربحية شركات القطاع.
