تواجه استراتيجية العمل من المنزل حالة رفض هائلة فى منطقة الشرق الأوسط لما لها من سمعة سيئة؛ حيث يعتقد العديد من أصحاب العمل، أنَّ القوة العاملة لديهم يسهل تشتيت انتباهها فى المنزل، كما لا يمكن لمدرائهم مراقبة الأداء بشكل مناسب.
وقبل 10 سنوات مضت، كان العمل عن بعد نادراً جداً، لكن التطور التكنولوجى ساعد العديد من الشركات على تحقيق أداء أفضل من خلال فرق العمل عن بُعد، وتوجد شركات كثيرة تسمح الآن لموظفيها بالعمل من المنزل مرة أو مرتين فى الأسبوع.
ويمكن أن يساعد العمل عن بُعد، أيضاً، على منع انتشار المرض، ومساعدة الشركات على تجنب الإنتاجية المفقودة، وحماية الصحة العامة فى ظل تفشى فيروس «كورونا»؛ حيث اضطر العديد من أصحاب العمل إلى التحول لنموذج العمل من المنزل لجميع الموظفين.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الموظفين الذين يعملون عن بُعد يحصلون على فترات راحة أطول فى المتوسط من موظفى المكتب، لكنهم يعملون لمدة إضافية أطول خلال اليوم.
وسجلت الإحصاءات، أن العمالة تهدر 37 دقيقة فى المتوسط بخلاف وقت الغداء أو فترات الراحة، فى حين أن الموظفين عن بُعد يهدرون 27 دقيقة فقط بل ويعوضونها بالعمل لفترة أطول فى كثير من الأحيان.
ويقول 15% من العاملين عن بُعد، إنَّ رئيسهم يشتت انتباههم عن العمل مقابل 22% من العاملين فى المكاتب الذين كان لهم نفس الشكوى.
لكن البيانات العلمية تشير إلى الموظفين عن بُعد يعانون مستويات أعلى من الإجهاد، وصعوبة فى إيجاد التوازن بين العمل والحياة، مقارنة بالعاملين فى المكتب.
وفى نهاية المطاف، يعد العمل عن بعد فعالاً بشرط وضعه موضع التنفيذ بشكل صحيح، وقد لا يكون أفضل وضع لكل موظف أو لكل شركة.