أزمة اللحوم البرازيلية الفاسدة تثير القلق بشأن تجارة الأغذية العالمية


المستوردون يلجأون إلى الشراء من أسواق أعلى تكلفة
قامت شركة «شانغهاى يادونغشنغ» الصينية للاستيراد والتصدير بشراء 270 طناً من لحوم البقر البرازيلية المجمدة، وشحنتها على متن سفينة نحو شانغهاى، لكنَّها قد لا تتمكن من عبور البلاد عبر الجمارك عندما تصل السفينة الشهر المقبل.
يأتى ذلك بعد أن قررت الصين وقف استيراد اللحوم البرازيلية حتى تتأكد السلطات المحلية من سلامتها.
وقال تشانغ ليان، مدير الاستيراد فى «شنغهاى يادونغشنغ»، «نحن نطالب العملاء المنتظرين لهذه الحاويات بالتحلى بالصبر، وننصح العملاء الآخرين بتجنب طلب لحوم البقر البرازيلية فى المستقبل المنظور».
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن البرازيل تعد أكبر مصدر للحوم البقر والدجاج فى العالم، وهو ما يمثل ما يقرب من خُمس الصادرات العالمية، والتحقيق فى احتمال فساد هذه الأطعمة يضرب المستوردين والشاحنين ومصنعى الأغذية والعملاء فى جميع أنحاء العالم.
يذكر أن الشركة الصينية لديها 10 حاويات من اللحوم البرازيلية فى أعالى البحار، من المقرر أن تصل إلى شانغهاى نهاية أبريل المقبل.
وأوضحت الوكالة، أن اللحوم البرازيلية منتشرة فى محلات السوبر ماركت والمطاعم، ولكن إذا لم يتم حل الوضع فى الوقت المناسب والتأكد من سلامتها فيجب التخلص منها.
وبدأت الأزمة بعد إعلان السلطات البرازيلية فى 17 مارس الجارى أنها تحقق فى أدلة تقديم موردى الغذاء رشوة للمسئولين الحكوميين للموافقة على بيع اللحوم الفاسدة.
وقال المدعون، إن بعض الأصناف مثل النقانق وقطع اللحم الباردة احتوت على قطع حيوانية مثل رؤوس الخنازير، وهناك حالات تمت فيها إضافة ورق الكرتون إلى المنتجات أو بعض الأحماض لإخفاء رائحة اللحوم الملوثة.
ويستغرق الأمر شهراً أو أكثر لوصول اللحوم البرازيلية إلى الموانئ الآسيوية، وبالتالى فإن الشحنات المحملة بالفعل هى الآن فى مأزق.
وتعد الصين وهونج كونج أكبر الأسواق التصديرية للحوم البرازيلية حيث قامتا بشراء حوالى ثلث واردات لحوم البقر بقيمة 5.5 مليار دولار، والتى تم شحنها من أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية العام الماضى.
وأعلنت هونج كونج، الثلاثاء الماضى، أنها أوقفت مؤقتاً استيراد اللحوم المجمدة والمبردة والداجنة من البرازيل.
وتلقت الشركات الصينية مثل شركة «كوفكو ميت» هذه الأخبار يوم الأحد الماضى، وأبلغت مورديها فى البرازيل خلال اليوم التالى.
وأعلن الموردون فى البرازيل، أنهم يتحققون، حالياً، من الوضع مؤكدين أنه لم يتم العثور على أى أخطاء حتى الآن.
وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت أنه اعتباراً من يوم 19 مارس يتعين على الجمارك الصينية وقف قبول جميع واردات اللحوم البرازيلية وتفتيشها.
أضافت أنه يمكن للمستوردين اختيار ترك الحاويات فى الميناء حتى إشعار آخر.
وفى البرازيل تحاول كبرى شركات اللحوم فى البلاد الحد من الأضرار الناجمة عن التحقيقات.
وقام عمالقة شركات الغذاء بطمأنة المستهلكين المحليين بأن لحومهم صالحة.
وحاول الرئيس البرازيلى ميشيل تامر، طمأنة عملاء التصدير عن طريق استضافة سفراء المشترين الرئيسيين على عشاء من شرائح اللحم وأجلس المبعوث الصينى إلى جانبه فى المطعم.
ولكن مشاعر الخوف هيمنت على المستوردين الصينيين، خاصة أن بكين، لديها تاريخ من الفضائح بشأن الغذاء الملوث.
وأعلنت مجموعة «صن آرت ريتايل جروب» أكبر مشغل هايبر ماركت فى الصين بحوالى 400 منفذ أنها أزالت بالفعل منتجات اللحوم البرازيلية من الرفوف.
وفى هونج كونج، أعلنت سلسلة متاجر «باركن شوب»، التابعة لمجموعة «واتسون»، واحدة من أكبر المتاجر فى المنطقة التى تحتوى على 300 منفذ، أنها قامت، أيضاً، بإزالة المنتجات من الرفوف.
واتجهت بعض محلات السوبر ماركت وسط مدينة شانغهاى، لجلب لحوم البقر الطازجة من أستراليا ونيوزيلندا وإسبانيا وكندا.
وأشارت الوكالة إلى أن مثل هذه البلدان سوف تستفيد من الطلب الصينى إذا لم يتم فك الحظر على اللحوم البرازيلية سريعاً.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2017/03/23/998297